الانغلاق القسري بين جدران البيت لعدة أيام أو أسابيع نتيجة للحجر الصحي المفروض في عدة بلدان عبر العالم في خطوة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، هو أمر غير اعتيادي بالنسبة لعامة الناس إلا في الظروف الاستثنائية، وهو ما يتسبب في الكثير من الحالات بآثار نفسية وخيمة، تقتضي المتابعة والعلاج لدى المختصين.
وبالنسبة إلى الأخصائي النفساني المغربي أسامة لحلو، فإن “القلق والتوتر والانفعال” من أبرز “التأثيرات النفسية” التي تنتشر في مثل هذه الحالات. وقال لحلو في حديث لفرانس24 إن الذين هم في وضعية نفسية هشة معرضون “أكثر من غيرهم للإصابة بهذه المشاكل النفسية”.
ويؤكد مركز الدراسات البريطاني “معهد كينجز كوليدج” في دراسة نشرت بالمجلة الصحية “دو لنسي”، أن “الحجر الصحي عموما هو تجربة غير مرضية بالنسبة لمن يخضعون لها”، ويعتبر أن “العزل عن الأهل والأحباب، فقدان الحرية، الارتياب من تطورات المرض، والملل، كلها عوامل يمكنها أن تتسبب في حالات مأساوية”.
ويلفت المعالج النفسي أسامة لحلو أن “العامل الاجتماعي مهم ويمكن أن يؤثر بقوة في نفسية الأشخاص الموجودين رهن الحجر الصحي” مضيفا أن الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم في مثل هذه الظروف قد يتعرضون لمشاكل نفسية. “فالصعوبات المادية الخطيرة يمكن أن تتسبب في مشاكل نفسية” حادة، حسب ما صرح لفرانس24 البروفيسور نييل غرينورغ من معهد “معهد كينجز كوليدج” وهو أحد موقعي الدراسة التي نشرت بالمجلة الصحية “دو لنسي”.